• Facebook
  • Youtube
  • Mail
  • العربية العربية العربية ar
  • English English الإنجليزية en
  • עברית עברית العبرية he
منبر فان لير
  • منبر
    • العدد السابع: ضغط دم موضعي: العرب واليهود في جهاز الصحة في إسرائيل
    • العدد السادس: الفن الفلسطيني بين القومي والعالمي
    • العدد الخامس: الأدب الفلسطيني في اسرائيل
    • العدد الرابع: مواطنة مشروطة؟
    • العدد الثالث: الإعلام باللغة العربية في إسرائيل
    • العدد الثاني: اللغة العربية في اسرائيل: بين صراع قومي وواقع
    • العدد الأول: انتخابات 2013
  • المجتمع المدني في اسرائيل
  • جيران في البحر المتوسط
  • العربية
  • עברית
  • ابحث
  • Menu Menu

Archive for category: العدد الخامس: الأدب الفلسطيني في اسرائيل

أنت هنا .. Home1 / منبر فان لير للنقاش والبحث حول الفلسطينيين واليهود في اسرائيل2 / العدد الخامس: الأدب الفلسطيني في اسرائيل...

مقدمة / العدد الخامس

العدد الخامس: الأدب الفلسطيني في اسرائيل, منبر فان لير للنقاش والبحث حول الفلسطينيين واليهود في اسرائيل

الأدب هو قلبُ المجتمعِ النابضُ. هو ضمير وبوصلة الشعب، وفضاء من الحرّيّة يتجاوز ما يحدث الآن في هذا المكان (أو ذاك). وهو كذلك مرآة تكشف عن المكنونات، وعن تيّارات الأعماق قبل أن تنبلج وتطفو على السطح. وحتّى في عصر التكنولوجيا الذي يشهد عزوفًا شديدًا عن الأدب، ما زال هذا الأخير يتبوّأ مكانة أخلاقيّة وقِيَميّة بالغة. وكما علّمنا سارتر، ثمّة حاجة إلى “أدب ملتزم” يعمل في سبيل تحقيق التغيير الاجتماعيّ، لا سيّما في الأماكن التي تشهد صراعات وتعيش فيها فئات مقموعة. وقد آمن هذا الفيلسوف الفرنسيّ، بعد انتهاء الحرب العالميّة بقليل، أنّ من شأن الأدب أن يقرّب بين النخب ومجموعات الأقلّيّة، وأن يعمل كي تصبح هذه المجموعات “حاضرة” في صفوف الجمهور الواسع.

قد يبدو هذا هدفًا بالغَ الطموح (والادّعائيّة)، لكنّنا ارتأينا أن نعرض من على هذا المنبر عيّنات متواضعة من الأدب الفلسطينيّ الذي يُكتب في إسرائيل كي نقرّب إليه القرّاء من أبناء الشعبين. هذا الأدب يشكّل -بطبيعة الحال- جزءًا طبيعيًّا من الدائرة الأوسع للأدب العربيّ بعامّة والأدب الفلسطيني بخاصّة، ويشكّل كذلك جزءًا لا يتجزّأ من الكنوز الثقافيّة والفكريّة والنقديّة والأدبيّة لهذه البلاد. يتميّز هذا الأدب بثرائه، ويعبّر عن الوضعيّة الخاصّة للفلسطينيّين مواطني دولة إسرائيل. بطبيعة الحال، معظم هذا الأدب كُتب باللّغة العربية، لكنّ جزءًا مهمًّا منه كُتب باللغة العبريّة، كرواية أنطون شمّاس العظيمة عربسك، وأعمال سيّد قشوع الأدبيّة، وكُتُب أيمن سِكْسِك.  تنضاف إلى ذلك الأعمالُ الأدبيّة المترجَمة إلى العبريّة، نحو رواية إميل حبيبي المتشائل التي ترجمها أنطون شمّاس، ومجموعة علاء حليحل القصصيّة كارلا بروني عشيقتي السرّيّة  التي ترجمتها بروريا هوروفيتس، ومجموعة القصص القصيرة نكبة لايت وقصص أخرى التي حرّرها وأصدرها  الطيّب غنايم ويوسي غرنوفسكي في العام 2015.

يستعرض سلمان ناطور باقتضاب تاريخ هذا الأدب، ويساهم بمقطوعة صغيرة من روايته وما نسينا: “سيرة الشيخ مشقّق الوجه” التي تعالج موضوع النكبة. ويتوقّف محمود كيّال عند “تداخل اللغة العبريّة في الأدب العربيّ”، بينما يقوم رئوبين سنير بالرّبط بين عملاقَيِ الكتابة الفلسطينيّة إميل حبيبي ومحمود درويش اللذين شهدت علاقتهما الكثير من المنعطفات، إلاّ أنّ كلاًّ منهما قد أثّر في الآخر.

المكان والزمان هما أساسا الأدب الصُّلبان (“الخرونوطوب” (“الزمكانيّة”) –بحسب تعبير أنطون باختين) اللذان تربط بينهما علاقةٌ غيرُ قابلة للانفصام. منذ العام 1948، انقلب إيقاع الزمن رأسًا على عقب في الحالة الفلسطينيّة؛ وأمّا المكان الذي يعيشون فيه فقد تغيّرت معالمه تمامًا. هذان الجانبان تتناولهما مقالتان: واحدة كتبتها أريئيل شيطريت حول مفهوم المكان في الأعمال الأدبيّة لدى الكاتب إياد البرغوثي ابن عكّا، وأمّا محرّرة هذه المجلّة فتُعرّف الزمن في رواية أنطون شمّاس المهمّة عربسك التي كُتبت باللغة العبريّة بأنّه “زمن مُشَظًّى”.

يقدِّم العدد الحاليّ كاتبتين ما زالتا في بداية مشوارهما هما: أحلام كبها التي تكتب باللغة الألمانيّة وتغوص في هُويّتها كمرأة فلسطينيّة وُلدت في ألمانيا، وشيخة حسين حليوي التي تتخبّط حول مواضيع كتابتها وطابع هذه الكتابة، وتعرض هنا بعض المقاطع الصغيرة التي تعبّر عن هذه التخبّطات.

العلاقات المتبادلة بين الأدب العبريّ والأدب العربيّ الذي يُكتب في البلاد تتجسّد -في ما تتجسّد- في الترجمة. تتحدّث راحيل حلبة عن تجربتها كمترجمة للأدب العربيّ، وعن “منتدى المترجمين” الذي أُسّس مؤخّرًا في معهد فان لير بمبادرة وقيادة يهودا شنهاف- شهرباني، والذي يحاول تنشيط حركة الترجمة المتبادلة التي تتّسم -لشديد الأسف- بالضعف والهزال.

بطبيعة الحال، ليس ثمّة متّسع في هذه المجلّة إلاّ لمقالات قصيرة مقتضبة، يتلخّص مسعاها في إثارة الفضول والرغبة في توسيع آفاق الفكر، وهذا ما نتمنّاه ونطمح إليه. الأدب هو وسيلة للتواصل بين الأفراد وكذلك بين الشعوب، حتّى في الفترات الدمويّة والعنيفة -وهذا ما نبتغيه.

على الرغم من أنّنا في هذه المرّة نطرق باب الأدب القَصَصيّ لا باب الشعر، نختتم العدد بقصيدة لو طُلب إليّ! لـ مرزوق الحلبي، يتحدّث فيها عن طموح الكاتب، وعن الكتابة، ويختمها بهذا البيت:

أكتب سيرتي فقط

يسرّني أن تتفقوا معي

ولا يؤسفني أن نختلف

 

نأمل أن هذا العدد من مجلة منبر إعجابكم ويسرّنا تلقّي ملاحظاتكم وردود أفعالكم.

ساره أوستسكي-لزار – المحرّرة

حنان سعدي ويونتان مندل- عضوا هيئة التحرير

 

November 2, 2015/0 تعليقات/بواسطة חנאן סעדי
https://forum.vanleer.org.il/wp-content/uploads/2015/09/22.jpg 414 800 חנאן סעדי https://forum.vanleer.org.il/wp-content/uploads/2020/03/Logo-Van-Leer-2-1024x615.png חנאן סעדי2015-11-02 19:55:432015-11-15 08:45:42مقدمة / العدد الخامس

الادب الفلسطيني في الداخل: يكتب هنا ويطبع في الاردن ويبحث عن قراء…/ سلمان ناطور

العدد الخامس: الأدب الفلسطيني في اسرائيل, منبر فان لير للنقاش والبحث حول الفلسطينيين واليهود في اسرائيل

[vc_row][vc_column width=”3/4″][vc_column_text]لا شك بان المنجز الأدبي العربي في البلاد (في حدود اسرائيل- الخط الاخضر) يكاد يكون معجزة ثقافية اذا أخذنا بعين الاعتبار ظروف نشوئه وتطوره بعد النكبة. في النكبة دمرت المدينة الفلسطينية ومراكزها الثقافية وصحافتها التي كانت مزدهرة كما شرد معظم الأدباء الذين قادوا الحركة الأدبية في ذلك الوقت وعلى رأسهم أبو سلمى عبد الكريم الكرمي وهارون هاشم رشيد وخليل السكاكيني ووديع البستاني وجميل البحيري وعشرات مثلهم، وكان على من بقي هنا أن يبعث الحياة من جديد في الحركة الأدبية في ظل حكم عسكري ورقابة شديدة أنزلت على النصوص الأدبية ووسط ملاحقات واعتقالات وإقامات اجبارية فرضت على العديد من الشعراء والكتاب والمثقفين الذين واصلوا مسيرة الحركة الثقافية في حيفا والناصرة ويافا، والاقسى من كل ذلك كانت حالة القطيعة مع العالم العربي، أي انقطاعنا شبه التام عن فضائنا العربي العام واقتصار التواصل معه على الاذاعات العربية حتى العام 1967، هذه الاذاعات الرسمية التي نقلت لنا خطاب الانظمة العربية الرجعية، ومن جهة أخرى، تعرف علينا العالم العربي عبر اذاعة اسرائيل الرسمية باللغة العربية التي أبرزت “العلاقات الطيبة والتعايش والانجازات التي حققتها لنا الدولة وانحيازنا لها”. وكانت الكتب تتسلل إلينا بنسخ محدودة جدا تنقلت من قرية إلى قرية وكان هناك من ينسخها بخط اليد ليحتفظ بها أو ليقرأها أقرباؤه. وأما كتبنا فلم تصل إلى العالم العربي ولم توزع فيه إلى ان اكتشف الكاتب غسان كنفاني والحزب الشيوعي اللبناني بعد العام 1967 ما أطلقوا عليه “ادب المقاومة” اي الادب المناهض للصهيونية والاحتلال، ادب التيارين القومي (حركة الأرض) والأممي (الحزب الشيوعي) وعرفت في ذلك الوقت أسماء مثل حبيب قهوجي وصبري جريس وراشد حسين وتوفيق فياض واميل حبيبي وتوفيق زياد وحنا أبو حنا ومحمود درويش وسميح القاسم ولمعت هذه الأسماء في العالم العربي في أجواء النكسة وخيبة الأمل من نتائج حرب حزيران كأصوات تدعو “من قلب فلسطين” إلى عدم الاستسلام للهزيمة.

كان الاهتمام الزائد بأدب الداخل يحظى برواج وتأييد شعبيين وفي أوساط مؤيدة للأنظمة العربية وكذلك في أوساط يسار عربي مناهض للأنظمة العربية، فكيف استطعنا ان نجمع بين متناقضين؟

أعتقد أن اوساط اليسار العربي المناهض للأنظمة اهتمت بأدبنا وروّجت له لكي تقول لجماهيرها إن هذه الفئة العربية الفلسطينية التي تقبع تحت النظام الصهيوني الذي انتصر على أكبر جيشين عربيين (المصري والسوري في حرب حزيران 67) تقف وتتحدى جلادها بقصائد ثورية ووطنية، فلنتعلم منها ما معنى التحدي! وأما الانظمة العربية فقد روجت لأدبنا الثوري المقاوم (بينما اعتقلت الثوريين ولاحقتهم في بلادها) لتوظيف هذا الصوت “القادم من فلسطين” لدعم خطابها الاعلامي ضد الصهيونية ودفاعا عن “قضية مقدسة” لتصرف النظر عن هموم ومطالب شعوبها. هكذا كسبنا اجماعا عربيا شكل هالة تقديس حول أدبنا ورموزه في تلك الفترة لدرجة ان محمود درويش أطلق صرخته عام 1968: “أنقذونا من هذا الحب القاسي!”.

في حوالي خمسين عاما “جرت مياه كثيرة في نهر الأردن”، كل شيء تغير. كانت حروب كثيرة والاحتلال أخذ أشكالا مختلفة ومتنوعة وكانت اتفاقيات “سلام” مع مصر والأردن ومنظمة التحرير الفلسطينية وأصبح الوصول إلى العالم العربي متاحا ولم تبق حواجز تحد من وصول الكتب إلى العالم العربي او وصول اي كتاب عربي إلى حيفا والناصرة، ومع حدوث الثورة التكنولوجية العالية في العقدين الاخيرين ومواقع التواصل الرقمية أصبح الفضاء العربي مفتوحا امام الأدباء والفنانين الفلسطينيين من الداخل ويكاد يكون عاديا المشاركة في مهرجانات ومؤتمرات في العالم العربي (في الدول المتاح دخولها لحاملي جوازات السفر الاسرائيلية).

السؤال الذي يطرح اليوم: هذا الانفتاح على العالم العربي، كيف ينعكس على الأدب الفلسطيني في الداخل؟

في العام 1988 أقيمت في وزارة الثقافة الاسرائيلية دائرة الثقافة العربية التي رصدت لها ميزانيات (قليلة نسبيا) ولكنها أحدثت تحولا كبيرا في الثقافة الفلسطينية في الداخل وتعزز هذا التحول في أعقاب تفاهمات أوسلو بين حكومة اسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية، اذ أنه وفقا لهذه التفاهمات تصبح قضايا العرب في اسرائيل ومستقبلهم شأنا اسرائيليا داخليا والسلطة الوطنية الفلسطينية هي فقط على المناطق المتفق عليها في الضفة الغربية وقطاع غزة. مشروع أسرلة الفلسطينيين في الداخل وثقافتهم الذي بدأت به السلطات الإسرائيلية غداة العام 1948، وصل إلى نهايته في السبعينيات بعد ان فشل فشلا ذريعا أمام حالة النهوض القومي الذي أحدثته حرب أكتوبر 1973 وتوجت هذا النهوض الانتفاضة الأولى في العام 1987، هذا المشروع يبعث من جديد مدعوما باقامة دائرة الثقافة العربية في الوزارة الاسرائيلية وفي ما بعد باعتراف منظمة التحرير بأن هذا الجزء من الشعب الفلسطيني يقع خارج دوائر اهتمام المؤسسة الفلسطينية.

دائرة الثقافة العربية تحولت إلى ناشر للكتب، بدأت بتوزيع ما يسمى جوائز الابداع على الكتاب دون تمييز ودون اعتبارات أدبية أو فنية أو سياسية وأيديولوجية ويبدو من التركيبة الطائفية للحائزين عليها في كل عام أن الاعتبار الوحيد هو “التمثيل الطائفي” ، مسلم، مسيحي، درزي ويهودي يكتب باللغة العربية.

حتى ذلك الحين تميز الأدب الفلسطيني في الداخل بكونه “أدب مقاومة” ولكن بعد هذه المرحلة تفككت قيود الالتزام بالهم الوطني وأغرقت دائرة الثقافة العربية المكتبات الشخصية بمئات الكتب التي لا يرتقي الجزء الأكبر منها إلى اي مستوى وفقد الكتاب الفلسطيني المحلي رونقه وجماليته وقيمته المعنوية والثقافية والاجتماعية وهكذا الأدباء أيضا، ولمعت اسماء وسرعان ما انطفأت وطغى هذا السيل من الكتب التي لا هوية لها على الحركة الادبية الفلسطينية في البلاد وعلى تميزها باعتبارها أدب مقاومة ولها خصوصيتها وجماليتها أيضا، وبالطبع لم تعد لافتة للنظر لا محليا ولا عربيا ولا فلسطينيا. من ناحية اخرى بقيت هوية هذا الأدب في اوساط الاهتمام الثقافي العربي قائمة على جيل الرواد وتوقفت عنده.

الانتفاضة الثانية في عام 2000 بدأت تعيد ترتيب الاوراق، وصار من جديد يبرز حضور تيار أدب المقاومة أو الادب الوطني بأقلام من بقي على قيد الحياة وكذلك الجيل الأدبي الذي جاء بعدهم ولكن جيل الكتاب الشباب الذين بداوا طريقهم في العقدين الأخيرين يكتب محررا من هذا الالتزام متأثرا بتيار ما بعد الحداثة المنفصل عن الهم الجماعي وأسير فرداويته.

ما يسمى جيل الشباب يكتب بتأثير مصادره الحديثة، القراءة بلغات غير لغته العربية وبالأساس العبرية والانجليزية. القراءة عبر الانترنيت لنصوص من العالم العربي والعالم ولم تعد “التيمات” الكبرى تشغله مثل الحرب والسلام والوطن والارض والاحتلال إلا بما يعرقل سير حياته اليومي ويسبب لها اضطرابا غير مبرر.

في السابق كان صدور الكتاب الفلسطيني في حيفا والناصرة ويافا والقدس ناجما عن موقف وطني يقع ضمن الصراع على الهوية والبقاء، وبسبب غياب دور النشر المحلية (هناك تجار كتب يطبعون الكتب) فقد صارت عملية النشر محررة من “وطنها” وكثيرون من الكتاب الشباب ينشرون كتبهم بواسطة دور نشر اردنية او لبنانية أو مصرية مقابل مبلغ من المال يغطي نفقات الطباعة الرخيصة نسبيا في هذه الدول. الناشرون العرب هنا ومعظم الناشرين التجاريين في العالم العربي لا يوظفون محررين مهنيين وفي أحسن الأحوال هناك مدقق لغوي (مع ذلك تكثر الأخطاء اللغوية) وينشر الكتاب كما يعدّه الكاتب نفسه. الكاتب يحصل على كمية قليلة من الكتب قد لا تكفي لتوزيعها على أصدقائه والناشر في العالم العربي الذي يلتزم عادة بطباعة ألف نسخة فقط (اذا صدق) يضع هذه الكتب بين عناوينه ويعرضها في المعارض العربية، لكن من سيبحث في المغرب او الجزائر عن كاتب محلي لم يسمع به؟ تطبع الكتب رخيصة في الأردن وأما هنا وهناك وفي العالم العربي الواسع فيظل الكتاب الفلسطيني من الجليل والكرمل والمثلث يبحث عن قاريء. او ناقد او مراسل صحفي ثقافي يلتفت إليه في صالات معارض الكتب.

وهنا يكتفي الأديب الشاب بجملة يدونها في سيرته الادبية باعتزاز: صدر الكتاب في عمان او القاهرة او بيروت. عادة الكتاب الثاني يظل في الدرج أو في ملفات الاجهزة وشيئا فشيئا يرى النور قطعة قطعة على الفيسبوك.

(دالية الكرمل، حزيران 2015)

 

[/vc_column_text][/vc_column][vc_column width=”1/4″][our_team style=”vertical” image=”232″ heading=”سلمان ناطور”]سلمان ناطور هو اديب وكاتب مسرحي
تصوير: غدير كيوف[/our_team][/vc_column][/vc_row]

November 2, 2015/0 تعليقات/بواسطة חנאן סעדי
https://forum.vanleer.org.il/wp-content/uploads/2015/09/SALMAN-NATOUR-.jpg 588 800 חנאן סעדי https://forum.vanleer.org.il/wp-content/uploads/2020/03/Logo-Van-Leer-2-1024x615.png חנאן סעדי2015-11-02 19:45:392015-11-15 08:46:15الادب الفلسطيني في الداخل: يكتب هنا ويطبع في الاردن ويبحث عن قراء…/ سلمان ناطور

التداخل اللغويّ العبريّ في الأدب الفلسطينيّ في إسرائيل*/ محمود كيال

العدد الخامس: الأدب الفلسطيني في اسرائيل, منبر فان لير للنقاش والبحث حول الفلسطينيين واليهود في اسرائيل

[vc_row][vc_column width=”3/4″][vc_column_text]

ثمّة أبحاث كثيرة كُتِبت حول التداخل اللغويّ[1] الواسع للّغة العبريّة في اللغة العربيّة المحكيّة في إسرائيل. هذه الأبحاث تؤكّد أنّ هذا التداخل لا ينبع فقط من كون اللغة العبريّة هي لغة الأغلبيّة، بل كذلك نتيجة لكونها اللغة المستخدَمة في عمليّة تحديث وعَصْرَنة المجتمع العربيّ الفلسطينيّ في إسرائيل. أضف إلى ذلك أنّ معرفة اللغة العبريّة تشكّل، منذ قيام إسرائيل، وسيلة مهمّة في سبيل تحقيق مستوى اقتصاديّ وتربويّ وثقافيّ مرموق في المجتمع الإسرائيليّ.[2]

على الرغم من ذلك، تتعالى على الدوام أصوات في المجتمع الفلسطينيّ في إسرائيل تحذّر من اتّساع رقعة ظاهرة التداخل اللغويّ العبريّ، وتنادي بالمحافظة على نقاوة اللغة العربيّة. فاللغة -بالنسبة لهؤلاء- ليست مجرّد وسيلة للتواصل بين الناس، بل هي مكوِّن مهمّ من مكوِّنات الهُويّة القوميّة.[3] هذه الأصوات استمدت قوتها من التقاطب السياسيّ والاجتماعيّ الناتج عن الصراع العربيّ الإسرائيليّ، وما صاحبه من إحساس بالغبن على الصعيد المدنيّ لدى المواطنين الفلسطينيّين في إسرائيل.

لهذا لا بدّ أن نتساءل: هل هذا التداخل للّغة العبريّة في اللغة العربيّة المحكيّة يَخلق حتمًا تداخلًا موازيًا للّغة العبريّة في اللغة العربيّة المكتوبة؟ وهل هذا التداخل يظهر بنفس الوتيرة في جميع النصوص المكتوبة باللغة العربيّة، أم في أنواع معيّنة من النصوص؟

لا شكّ في أنّ الاختلاف بين النصوص قد يؤدّي إلى فروق في وتيرة التداخل، وسعته، وتنوّع أشكاله، وخصائصه، ومستوياته. ونكاد نجزم أنّه ثمّة احتمال كبير للتداخل اللغويّ وللتنوّع في مستوياته في النصوص المترجَمة مباشرة عن اللغة العبريّة. كذلك ثمّة احتمال كبير للتداخل اللغويّ العبريّ في النصوص التي ترتكز على ترجمات جزئيّة، أو تلك التي تتأثّر تأثّرًا مباشرًا أو غير مباشر بالخطاب العبريّ، كالنصوص الصحفيّة التي تتناول أحداث الساعة في إسرائيل.

وما هي حال النصوص الأدبيّة؟ لقد شدّد النقّاد والباحثون الفلسطينيّون على أهمّيّة اللغة، وعلى دورها في الأدب الفلسطينيّ في إسرائيل، وادّعى البعض أنّها ليست مجرّد أداة تعبير في الرواية الفلسطينية المحلّيّة فحسب، بل هي تشكّل غاية في حدّ ذاتها، كشكل من أشكال المقاومة.[4] لا عجب، إذًا، في أنّ ظاهرة التداخلات اللغويّة العبريّة في هذا الأدب لم تحظَ بالاهتمام الكافي، ولعلّ مردّ ذلك يعود إلى اعتقاد هؤلاء أنّ هذه الظاهرة هامشيّة، أو ربّما لاعتقادهم أنّ الانشغال بها قد يُفسَّر على أنّه ضربٌ من التشكيك في مكانة اللغة العربيّة وأهمّيّتها بوصفها وسيلة من وسائل التعبير عن الهُويّة الفلسطينيّة.

على الرغم من ذلك، وفي خضمّ النقاش حول بعض الأعمال الأدبيّة، نعثر على موقفين متناقضين حيال هذه الظاهرة؛ إذ يميل بعض النقاد إلى التقليل من قيمة هذه الظاهرة، وذلك من خلال ربطها بظواهر فنّيّة وأسلوبيّة متنوّعة، بينما يطرح آخرون موقفًا متحفّظًا منها، ويقفون عند إسقاطاتها ومخاطرها التي لا تقتصر على الأدب الفلسطينيّ المحلّيّ بل تطال المجتمع الفلسطيني بعامّة.[5]

اتّخذ التداخل اللغويّ العبريّ في الأدب الفلسطينيّ أشكالًا مختلفة، ومرّ بتقلّبات عديدة عبْر السنين، تزامنت مع التغييرات التي طرأت على المستويات اللغويّة والسياسيّة والاجتماعيّة في المجتمع الفلسطينيّ. في اعتقادي، يمكن التمييز بين ثلاث مراحل تجلّت فيها أشكال مختلفة من التداخلات اللغويّة:

أ. في الفترة بين 1948-1967: معظم الأدباء الفلسطينيّين كانوا ذوي دراية محدودة باللغة العبريّة في هذه الفترة، وامتنع هؤلاء في الغالب عن إقحام كلمات عبريّة في أعمالهم الأدبيّة، وسعوا إلى الحفاظ على نقاوة وطهارة اللغة العربيّة، وأدركوا في الوقت ذاته أنّ جمهور القرّاء لا يتقن العبريّة، لذا دأب بعضهم عل إظهار عدم المام شخصيّاتهم باللّغة العبريّة. حتّى الشخصيّات اليهوديّة التي ظهرت في هذه الأعمال “تحدّثت” بالعربيّة. من هنا نجد أنّ التداخل اللغويّ العبريّ في الأعمال الأدبيّة التي صدرت في تلك الفترة كان شبه معدوم، وتجسّد في استخدام عابر لبعض الكلمات العبريّة هنا وهناك.

ب. بين العام 1967 ومنتصف ثمانينيّات القرن العشرين: في هذه الفترة زاد اطّلاع المفكّرين الفلسطينيّين على اللغة العبريّة، وفي الوقت ذاته تفاقمت مخاوفهم من دَوْر اللغة العبريّة في الخطاب الإيديولوجيّ الصهيونيّ الإسرائيليّ الذي يحاول القضاء تمامًا على الرواية التاريخيّة الفلسطينيّة، وعليه فقد حاولوا تحدّي العبريّة بوصفها لغة الأغلبيّة من خلال التشديد على ثراء اللغة العربيّة وجمالها ومرونتها، وكذلك من خلال استخدام ساخر وتهكّميّ لكلمات ومصطلحات عبريّة تُمثّلُ على نحو واضح الخطابَ الصهيونيّ الإسرائيليّ. إحدى القضايا التي قضّت مضاجع الأدباء الفلسطينيّين هي استبدال أسماء المواقع العربيّة بأسماء عبريّة، واعتبروا أنّ الأسماء العبريّة التوراتيّة أو الجديدة التي حلّت محلّ الأسماء العربيّة هي جزء من مصادرة هُويّة المكان، ونفي الفلسطينيّ وتغريبه عن وطنه، وهو الأمر الذي لا يقلّ خطورة عن تهجير الفلسطينيّين من وطنهم، وعن تغيير التركيبة السكّانيّة للبلاد. [6]

ج. منذ منتصف ثمانينيّات القرن العشرين: في هذه الفترة عزّز المواطنون العرب المامهم باللغة العبريّة، من خلال التعليم الرسميّ، ومن خلال الاحتكاك المتواصل مع المجتمع اليهوديّ في جميع المَناحي الحياتيّة. لذا، فقد اتّسعت اتّساعًا بالغًا ظاهرة التداخل اللغويّ العبريّ في اللغة العربيّة المحكيّة، وحتّى في اللغة العربيّة الفصحى. التداخل في مستوى المفردات شهد تحوّلًا بالغًا، ولم يعد التداخل يقتصر على استخدام مفردات ذات صلة بخصوصيّات المجتمع الإسرائيليّ، بل أصبح يشمل المفردات العبريّة التي تخلو من الخصوصيّة، ويمكن العثور بسهولة على مقابِلاتها العربيّة. وبات من الواضح أنّ هذا التداخل أضحى أكثر عفويّة وأقلّ تهكّمًا، نظرًا لاتّساع رقعة التداخل اللغويّ العبريّ في اللغة العربيّة المحكيّة، وكذلك بسبب اقتراب بعض المثقّفين إلى حالة الثنائيّة اللغويّة في واقعهم اللغويّ اليوميّ.

ختامًا، يمكن القول إنّ ظاهرة التداخل اللغويّ العبريّ لا تقتصر على الأدب الفلسطينيّ في إسرائيل، وثمّة بوادر لظهوره في الأعمال الأدبيّة لكتّاب فلسطينيّين في الشتات وفي الضفّة الغربيّة وقطاع غزّة. ولعلنا لسنا نبالغ إذا قلنا إنّ هذه الظاهرة أصبحت من العلامات الفارقة للأدب الفلسطينيّ عامّة.

 

 

* ترتكز هذه المقالة القصيرة على مقالة نُشرت باللغة العربيّة في مجلّة مجمع اللغة العربيّة “المجلّة”، (كيّال 2010).

ترجم المقال من العبرية: جلال حسن

مصادر

أبو بكر، وليد، 2003. تجلّيات الواقع في الفنّ القَصَصيّ: قراءات نقديّة، رام الله: مركز أوغاريت الثقافيّ.

خمايسي، راسم محيي الدين، 2013. “أسماء المواقع في بلادنا بين الماضي والحاضر”، المجلّة (مجمع اللغة العربيّة في حيفا)، 4، ص 35-63.

الديك، نادي ساري، 2001. علامات متجدّدة في الرواية الفلسطينيّة: دراسة تحليليّة نقديّة، الجزء الأوّل، عكّا: مؤسّسة الأسوار.

كيّال، محمود، 2010. “التداخل اللغويّ العبريّ في الأدب الفلسطينيّ في الأدب الفلسطينيّ المحلّيّ”، المجلّة (مجمع اللغة العربيّة، حيفا)، ع 1، ص 167-186.

الناشف، تيسير، 1989. “لغتنا العربيّة المحكيّة واستخدام عبارات عبريّة فيها”، المواكب، ج 6 ع 9-10، ص 42-45.

Abdeen, Wael Abed Lafi, 2002. “Sociolinguistic Aspects of Variation and Change in the Language of the Village of Silwan”, Ph.D. dissertation, Bar Ilan University.

Amara, Muhammad Hasan, 1999. Politics and Sociolinguistic Reflexes: Palestinian Border Villages, Amsterdam and Philadelphia: John Benjamins.

Koplewitz, Immanuel, 1990. “The Use and Integration of Hebrew Lexemes in Israeli Spoken Arabic,” in Durk Gorter, Jarich F. Hoekstra, Lammert G. Jansma, & Jehannes Ytsma (eds.), Fourth International Conference on Minority Languages, Clevedon, UK: Multilingual Matters, vol. 2, pp. 181–195.

Talmon, Rafael, 2000. “Arabic as a Minority Language in Israel,” in Jonathan Owens (ed.), Arabic as a Minority Language, Berlin and New York: Mouton de Gruyter, pp. 199–220.

Weinreich, Uriel, 1953. Languages in Contact: Findings and Problems, New York, [S.N.].

 

[1] التداخل اللغويّ (linguistic interference) هو عبارة عن تطبيق نظام لغويّ للغةٍ ما أثناء الكتابة أو المحادثة بلغة ثانية، ويعرّفه أوريئيل فاينريخ بأنّه “انحراف عن قواعد إحدى اللغتين اللتين يتحدّث بهما ثنائيّو اللغة نتيجة للاتّصال الحاصل بين اللغتين. (Weinreich, 1953, p. 1) .

[2] يمكن الاطّلاع -على سبيل المثال- على الأبحاث التالية: .Koplewitz 1990; Amara 1999; Talmon 2000; Abdeen 2002

[3] راجِعوا -على سبيل المثال- أقوال تيسير الناشف الذي يعبّر عن قلقه من تزايد ظاهرة إقحام كلمات عبريّة في اللغة العربيّة المحكيّة، وما يرافق ذلك من خطر على الهُويّة القوميّة (الناشف، 1989).

[4] أبو بكر، 2003، ص 52.

[5] راجعوا -على سبيل المثال- تحفّظ الناقد ساري الديك من هذه الظاهرة، حيث رأى أنّها تخدم الثقافة الإسرائيليّة المتعالية. هذه الثقافة لا تتعامل -بحسب رأيه- مع العرب باستخفاف فحسب، بل تحاول كذلك القضاء على القاعدة الثقافيّة والأخلاقيّة للمجتمع العربيّ (الديك، 2001، ص 49).

[6] للاطّلاع على نقاش واسع حول الموضوع، راجِعوا -على سبيل المثال- مقالة راسم خمايسي (خمايسي، 2013).[/vc_column_text][/vc_column][vc_column width=”1/4″][our_team style=”vertical” image=”164″ heading=”د. محمود كيال”]د. محمود كيال رئيس قسم الدراسات العربية والاسلامية في جامعة تل ابيب.[/our_team][/vc_column][/vc_row]

November 2, 2015/0 تعليقات/بواسطة חנאן סעדי
https://forum.vanleer.org.il/wp-content/uploads/2015/09/M.-Kayyal-May-2015.jpg 1694 1612 חנאן סעדי https://forum.vanleer.org.il/wp-content/uploads/2020/03/Logo-Van-Leer-2-1024x615.png חנאן סעדי2015-11-02 19:25:582015-11-15 08:47:52التداخل اللغويّ العبريّ في الأدب الفلسطينيّ في إسرائيل*/ محمود كيال

على هذه الأرض ما يستحقّ الحياة: حول تقلّبات الروح الفلسطينيّة- بين إميل حبيبي ومحمود درويش / رئوبين سنير

العدد الخامس: الأدب الفلسطيني في اسرائيل, منبر فان لير للنقاش والبحث حول الفلسطينيين واليهود في اسرائيل

[vc_row][vc_column width=”3/4″][vc_column_text]في نهاية رواية المتشائل (1974)، في الفصل “كيف شارك سعيد في حرب الاستقلال لأوّل مرّة”، يحكي الراوي، وهو العميل العربيّ الإسرائيليّ الذي يتحدّث إميل حبيبي (1921-1996) من حنجرته، عن امرأة من قرية البروة تصادف في طريق عودتها إلى قريتها الحاكمَ العسكريّ الذي يقطع الطريق عليها ويصرخ عليها شاهرًا مسدّسه: “قومي اجري أمامي عائدة إلى أيّ مكان شرقًا، وإذا رأيتك مرّة ثانية على هذا الدرب فلن أوفّرك”. فتقبض المرأة على يد ابنها وتتوجّه شرقًا دون الالتفات وراءها، لكن في تلك اللحظة حصلت ظاهرة خارقة”:

فكلّما ابتعدت المرأة وولدها عن مكاننا، الحاكم على الأرض وأنا في الجِيب، ازدادا طولاً حتّى اختلطا بظلّيهما في الشمس الغاربة فصارا أطول من سهل عكّا. فظلّ الحاكم واقفًا ينتظر اختفاءهما، وظللت أنا قاعدًا أنكمش حتّى تساءل مذهولاً: “متى يغيبان”؟ إلاّ أنّ هذا السؤال لم يكن موجَّهًا إليّ.

والبروة هذه هي قرية الشاعر الذي قال بعد 15 سنة:

“أهنّئ الجلاّد منتصرًا على عين كحيلة

مرحى لفاتح قرية، مرحى لسفّاح الطفولة”.

فهل كان هو الولد؟ وهل ظلّ يمشي شرقًا بعد أن فكّ يده من قبضة أمّه وتركها في الظلّ؟

على هذا النحو يصف إميل حبيبي (الذي يُعتبر -على نحوٍ ما- الأبَ الروحيّ لمحمود درويش) إقلاعَ درويش، من اللجوء البائس إلى قمّة الشعر العربيّ، ويضع بين يدَيِ القارئ مَهمّة ملء الفجوات في كلّ ما يتّصل بطبيعة العلاقة بين عملاقَيِ الثقافة الفلسطينيّة، ولا سيّما عندما يَختتم هذا الفصلَ على النحو التالي:

فشاعر البروة، السالف الذكر، قال:

نحن أدرى بالشياطين التي تجعل من طفلٍ نبيّا…

ولم يدْرِ، إلاّ أخيرًا، بأنّ هذه الشياطين نفسها تجعل من طفل آخر نسيًا منسيًّا.

وحبيبي، كعادته في توجيه سهام النقد اللاذع، لا “يبخل” بها على تلميذه، ومن يعاود قراءة هذا الفصل مرّات عدّة، ولا سيّما على خلفيّة علاقات الاثنين التي امتدّت لسنين طويلة، يستطيع تجاهل المفردتين “إلاّ أخيرًا”، وأن يقرأ ما بين السطور على خلفيّة سيرتهما الذاتيّة، معًا، وكلّ منهما على حدة، حتّى مماتهما: حبيبي في العام 1996، ودرويش بعده باثني عشر عامًا. بعد مُضيّ عقدين على نشر المتشائل – وكانت تلك أيّامًا حافلة بالآمال – سافر درويش إلى حيفا كي يلتقي بإميل حبيبي والمشاركة في شريط سينمائيّ أعدّته مخرجة إسرائيليّة. بعد ذلك بسنوات، تحدّث درويش عن هذا اللقاء في قصيدة “موعد مع إميل حبيبي”:

لا لأرثيه، بل لنجلس عشر دقائق في الكاميرا جئت

كان الشريط مُعَدًّا لمعركة بين ديكين.

قلت له قبل موعدنا: عمَّ تبحث؟

قال: عن الفرق بين “هنا” وهناك”

قلت: لعلّ المسافة كالْـ”واو “بين هنا وهناك، مجازيّة.

 

لكن لقاء الشاعر درويش مع الكاتب إميل حبيبي لم يتمّ:

أتيت، لكننّي لم أصل. فوصلت

لكنّني لم أعُد. لم أجد صاحبي في انتظاري،

ولم أَجِد المَقْعَدين المُعَدَّيْن، لي وله

ولمعركة بين ديكين.

كان كعادته، ساخرًا

كان يسخر منّا ومن نفسه

كان يحمل تابوته هاربًا من جنازته

قائلاً: سينما، كلّ شيء هنا سينما.

عندما وصف حبيبي الطفل الماشي مع أمّه شرقًا وصورته ما انفكّت تكبر حتّى ملأت الأفق، كان يعي جيّدًا أنّ الآمال التي علّقها على الشاعر الشابّ الذي تعرّف عليه في أواخر الخمسينيّات قد تحقّقت، وأنّ صورته العملاقة كشاعر ألْقَتْ بظلالها على الكثيرين من حوله، بمن فيهم حبيبي نفسه، لا سيّما في خريف عمر هذا الأخير عندما أَفلَ نجمه لدى أعضاء الحزب الذي قاده على امتداد عقود طويلة. اللقاء الذي كان يُفترض أن يقام في بداية أيّار عام 1996، بين الكاتبِ الكهل الذي كان مستلقيًا على فراش الموت، وتلميذِه الذي “ملأ الدنيا وشغل الناس”، لم يتحقّق، لكنّه أنجب القصيدة المذكورة أعلاه، والتي تدعونا أن نقرأ بين السطور حول سيرة علاقاتهما عبر السنين، وحول ثنايا روح درويش، تمامًا كما دعانا نصّ حبيبي أن نقرأ حول تقلّبات روحه.

 

______________________

* ترجمة المقال من العبرية: جلال حسن

مصادر:

حبيبي، إميل. الوقائع الغريبة في اختفاء سعيد أبي النحس المتشائل، حيفا: منشورات عربسك، 1974.

درويش, محمود. ‫ لا أريد لهذي القصيدة أن تنتهي, ‫ بيروت: رياض الريس، 2009.

رابط لقصيدة ” موعد مع إميل حبيبي” بإلقاء محمود درويش: https://www.youtube.com/watch?v=NTbwVi8PQRk

( الزيارة الأخيرة للموقع في تاريخ 29.9.2015)[/vc_column_text][/vc_column][vc_column width=”1/4″][our_team style=”vertical” image=”172″ heading=”بروفيسور رئوبين سنير”]البروفيسور رئوبين سنير هو محاضر في قسم اللغة والأدب العربي في جامعة حيفا[/our_team][/vc_column][/vc_row]

November 2, 2015/0 تعليقات/بواسطة חנאן סעדי
https://forum.vanleer.org.il/wp-content/uploads/2015/09/צילום-מסך-2015‏.09‏.20-ב‏.11.12.56.png 491 534 חנאן סעדי https://forum.vanleer.org.il/wp-content/uploads/2020/03/Logo-Van-Leer-2-1024x615.png חנאן סעדי2015-11-02 19:15:382015-11-15 08:48:17على هذه الأرض ما يستحقّ الحياة: حول تقلّبات الروح الفلسطينيّة- بين إميل حبيبي ومحمود درويش / رئوبين سنير
Page 1 of 3123

صفحات

  • العدد التاسع- القومية والشراكة في إسرائيل: التوليف السياسي لقوميتين في مواطنة واحدة
  • العدد الثامن : الاقتصاد الفلسطيني في إسرائيل: أبعاد سياسية واجتماعية
  • العدد الخامس: الأدب الفلسطيني في اسرائيل
  • العدد السابع: ضغط دم موضعي: العرب واليهود في جهاز الصحة في إسرائيل
  • العدد السادس: الفن الفلسطيني بين القومي والعالمي

Categories

  • العدد التاسع: القومية والشراكة في إسرائيل: التوليف السياسي لقوميتين في مواطنة واحدة
  • العدد الثامن
  • العدد الثامن: الاقتصاد الفلسطيني في إسرائيل: أبعاد سياسية واجتماعية
  • العدد الخامس: الأدب الفلسطيني في اسرائيل
  • العدد السابع: ضغط دم محلّي: العرب واليهود في جهاز الصحة الإسرائيلي
  • العدد السادس: الفن الفلسطيني بين القومي والعالمي
  • غير مصنف
  • منبر فان لير للنقاش والبحث حول الفلسطينيين واليهود في اسرائيل

أرشيف

  • February 2021
  • January 2021
  • January 2019
  • December 2018
  • September 2017
  • May 2016
  • November 2015

المجتمع المدني في اسرائيل

معهد فان لير
شارع جابوتنسكي 43
القدس
972-2-5605222

صفحات

  • العدد التاسع- القومية والشراكة في إسرائيل: التوليف السياسي لقوميتين في مواطنة واحدة
  • العدد الثامن : الاقتصاد الفلسطيني في إسرائيل: أبعاد سياسية واجتماعية
  • العدد الخامس: الأدب الفلسطيني في اسرائيل
  • العدد السابع: ضغط دم موضعي: العرب واليهود في جهاز الصحة في إسرائيل
  • العدد السادس: الفن الفلسطيني بين القومي والعالمي

Categories

  • العدد التاسع: القومية والشراكة في إسرائيل: التوليف السياسي لقوميتين في مواطنة واحدة
  • العدد الثامن
  • العدد الثامن: الاقتصاد الفلسطيني في إسرائيل: أبعاد سياسية واجتماعية
  • العدد الخامس: الأدب الفلسطيني في اسرائيل
  • العدد السابع: ضغط دم محلّي: العرب واليهود في جهاز الصحة الإسرائيلي
  • العدد السادس: الفن الفلسطيني بين القومي والعالمي
  • غير مصنف
  • منبر فان لير للنقاش والبحث حول الفلسطينيين واليهود في اسرائيل

أرشيف

  • February 2021
  • January 2021
  • January 2019
  • December 2018
  • September 2017
  • May 2016
  • November 2015
כל הזכויות שמורות למכון ון ליר בירושלים 2021 - Enfold Theme by Kriesi
  • Facebook
  • Youtube
  • Mail
Scroll to top
  • العربية
  • עברית